لحظات قاتلة
د. هاشم عبده هاشم
نجبن بعض الأحيان حتى عن..
مصارحتنا أنفسنا..
ومواجهتنا لحقيقة خصوصياتنا..
وقد نتحرج كثيرا حتى عن..
التفكير..مجرد التفكير في بعض سقطاتنا..وأوجه الخلل في حياتنا..
وقد نستحي..أو نخجل من أنفسنا..
ونحن نتأمل تفاصيل دقيقة تدور في حياتنا..ولا نجرؤ على الاعتراف بها..
فضلاً عن أن نكشف عنها..
أو نبوح بدقائقها لأناس آخرين..مهما كانت درجة التصاقهم بنا..أو قربهم منا.
لأننا لا نعرف كيف يمكن أن يكون صدى هذه ''المعلومات'' لدى الغير..
وقد نبالغ في الاحتفاظ بها..ونخاف عليها..
حتى وإن طمأننا الآخرون بسلامة نواياهم تجاهنا..وتوددهم إلينا..وقربهم المتناهي منا..
فالسر الذي نحتفظ به..
والسلوك الذي نختزنه داخل عقولنا ونفوسنا..
والتفاصيل التي لا نسمح حتى لأنفسنا أن تتملاها..وتتوقف عندها..
تتراكم..وتتراكم..وتتضخم ..وتكبر..وتعظم في دواخلنا..
وتُسلمنا في بعض الأحيان لحالة من الاكتئاب..
لاسيما حين لا نجد من نأنس إليه..أو نثق به.. أو نطمئن إلى أنه سيحفظنا..ويحافظ على أسرارنا..إذا نحن أشركناه معنا فيها..
وقد ينفجر الإنسان إذا هو استمر مشحوناً بخصوصياته..ولا يجد من يفتح له قلبه..
فالإنسان يظل إنسانا..بشراً..
يخطئ..ويصيب..
يضعف في بعض الأحيان..ويقسو على نفسه في أحيان أخرى..
ينحرف..أو يتوقف..أو يتردد..لكنه يفعل ما يفعل في أحيان كثيرة حتى وإن، لم يكن مقتنعاً بسلامة تصرفاته..وجدوى اختياراته..ومسالكه التي يمضي فيها..
وحتى حين يقف أمام نفسه وقفة تأنيب..وقفة حساب.
وحتى حين يتمادى في تجاوبه مع رغباته..وتفاهاته..أو مع انفعالاته..وثوراته..وأنماط التفكير المتشنجة لديه..
فإنه يحس بأنه لا يدري ما يفعل..ولا ماذا يريد..ولا أين يتجه..ولا متى يتوقف..ومتى تنتهي به الحال؟!
يحدث هذا حين لا يكون لدينا من يقف إلى جوارنا..
وحين نشعر بغربتنا عن هذا الوجود..
وحين نُحس بان كل من في هذه الحياة بعيدون عنا حتى وإن اقتربوا منا..حتى وإن شاركونا تفاصيل حياتنا اليومية..حتى وإن وضعوا كل جمال الدنيا أمام أعيننا..حتى وإن قدموا لنا أغلى ما يملكون..وما يستطيعون..وما لايستطيعون أيضاً..(!!)
إنسان واحد..
واحد فقط..قد يخرجنا من هذا السجن الخانق..
من هذا التعب النفسي المؤلم..
من هذا الوضع العصبي المتوتر..والرافض لكل الأشياء..وكل الأحياء..
هذا الإنسان..الشبح..المتواري..
قد لا نعرفه..
وقد لا نتخيل من سوف يكون..
ولا من يمكن أن يكون..
ومتى يكون ؟
متى يهبط علينا..؟
متى ترتعد له فرائصنا..وترتبك أيدينا..وتضطرب حدقات العين حين تراه..
حين تتعرف عليه لأول مرة..
حين نجد فيه الإنسان المنقذ لنا من كل كروب الدنيا..
من كل جراحات الأمس..وقسوتها
من كل خيانات البشر ''القذرة''..
من كل الطعنات المسمومة..
لحظتها..نفتح له كل الأبواب المغلقة..
وندخله بين حنايا الصدر..
وتحت الأجفان..
يا هذا..
يا أنت..
يا مطراً..تشتاق إليه الأرض الجدباء..
هل تهطل فجأة..
هل تأتي في ليل أظلم..
تأتي كي تسكن في أعماقي؟!
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google
مجموعة " الابــداع البريدية".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
al3shq9@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
al3shq9+unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/al3shq9?hl=ar?hl=ar
اتمنى لكم قضاء اجمل الاوقات ومشاركتنا بكل ماهو مفيد
No comments:
Post a Comment