Tuesday, December 29, 2009

!™®§» ®مجموعة الابـــداع ®«§®™! الدكتور طارق الجهني و مستشفى باقدو والدكتور عرفان بجدة

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

 بسم الله الرحمن الرحيم

 


 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وخاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين .. أما بعد

بدايةً أود أن أعتذر أشد الإعتذار للشاعر (ابن نباتة السعدي)عن التصرّف في بيته الشعري الشهير من قصيدته الشهيره

والقائل

من لم يمت بالسيف مات بغيرهِ # تعددت الأسباب والموتُ واحدُ

ولكننا في عصرنا الحالي وفي مدينتنا (العروس) بالتحديد , نجابه من الفواجع والنوازل التي تتوالى علينا تترا , والتي لا

نملك أمامها حيلةً سوى أن نقول "إنا لله وإنا إليه راجعون" , ولا يخالطنا أدنى شك بأن هذه (المآسي) ماهي إلا محصلةً

نهائية ومنطقية لمن قُدّر لنا أن نُُسترَقّ تحت عبوديتهم ممن لازالوا يعبثون بدمائنا وأرواحنا فضلاً عن قوت عيشنا ,

منسلخين من إنسانيتهم ودينهم , ومتجردين من وطنيتهم بلا خوفاً من الله ولا حياءاً من خلقه , خائنين للأمانة التي أوكلت

إليهم من ولاة أمرنا - أدامهم الله – الذين كانوا ولازالوا وسيظلوا مولِين حقوقنا أبلغ اهتمام بحفظها وصيانتها , تقديساً لكرامتنا وتحقيقاً للعدل فينا , مخافةًً من ربهم وربنا

مما أرغمني بلا إختيار أن أحوّر شيئاً يسيراً في هذا البيت الشعري العريق , مستحضراً ما آلت إليه أحوالنا بأنموذجٍ واحدٍ

فقط لتزامن الفواجع في يومٍ واحدٍ فقط , هو يوم الأربعاء الثامن من ذي الحجه لعام الثلاثين بعد الأربعمائة والألف للهجرة ..

فأجد للبيت الشعري سياقاً يقاربه

من لم يمت "بالسيلِ" مات بغيرهِ # تعددت "الأخطاءُ" و "اليومً" واحدُ

أحبتي.. هذه مقدمة لما سأورده بعدها من فاجعةٍ تزامنت مع فاجعة سيل جدة الذي أتى على كرامتنا الإنسانية قبل أن يأتي

على الحرث والنسل , ويودي بعشرات الأرواح البريئة والممتلكات.. ليطفئ شموع بهجتنا وفرحنا بقدوم عيد الأضحى

.المبارك قبل بزوغ شمسه بساعات

في نفس هذا اليوم أيها الساده .. توجه المواطن الشاب الصالح (طارق) ذو التاسعة والثلاثين ربيعاً إلى أحد المستشفيات الخاصة العملاقه الشهيره في مدينة جده (البتول) , تعلو محياه الإبتسامة المشرقة والمعهودة , سائراً على الأقدام ومفعماً بالنشاط والحيوية , مستمتعاً

بالأجواء التي كانت غائمة في صباح ذلك اليوم.. فـ(طارق) لديه موعد في هذا المستشفى لإجراء عملية تعتبر تجميلية بما يسمى

 بعملية(تدبيس المعدة) لإنقاص الوزن , والتي لا تستغرق في ظروفها الطبيعية أكثر من ملازمة السرير في المستشفى ليومين أو ثلاثة , .ومن ثم المتابعة الشهرية مع الطبيب في العيادة لمتابعة مدى تحقيق النتائج المأموله من العملية

وقد حرص (طارق) أن يجري هذه العملية في إجازة الحج لألا ينعكس غيابه سلباً على عمله , كونه سيقضي بضعة أيام

للنقاهة بعد العملية , علماً بأن النظام يكفل له التمتع بما يسمى بـ"الإجازة المرضية" , إلا أنه آثر أن يظل كعادته مؤثراً حقوق

غيره على حق نفسه . والجدير بالذكر أن (طارق) قد أعدّ هذه العملية كمافاجأة سعيدة لزوجته ورفيقة عمره التي يربطه بها من الحب إلى حد الشغف

ما لا رأته عيني بين زوجين قط , فكم كان (طارق) متلهفاً لرؤية تهاليل البهجة مرتسمةً على محياها , كيف لا ..؟ وهي التي

لطالما ألحت في طلبه مراراً وتكراراً أن يجري هذه العملية خوفاً منها على صحته , لعلمها بما قد تعكسه السمنة على صحة

الإنسان من آثاراً سلبية .فقد أخبر (طارق) زوجته بأنه سيغيب لبضعة أيام في رحلة عمل , إعداداً لهذه المفاجأه وتبريراً لغيابه

.أثناء تنويمه بالمستشفى 

 فبعد أن أنهى (طارق) إجراءات الدخول والتنويم بالمستشفى, ولزم السرير المُعَدّ له مسبقاً , بادر الكادر الطبي في هذا (الصرح المرموق) العمل في إجراء الفحوصات اللازمة والإجراءات التحضيرية لما قبل العملية , ومن ثم بدأت المرحلة

الأولى من العملية وهي (التخدير) , فباشرت (أخصائية التخدير) عملها بحقن (مادة التخدير) داخل جسم (طارق) , ولكن !! حدث

مالم يكن في الحسبان !! فقد نسيت (أخصائية التخدير"المتخصصة") أن تفتح مجرى الهواء لمرور الأكسجين , والذي عادةً – بحسب رأي-المتخصصين بنفس المجال- هو أهم وأخطر إجراء يجب أن يتم التأكد من عمله أثناء عملية (التخدير) , ولم تلاحظ أن مجرى الهواء مغلق إلا بعد مرور مايقارب العشر دقائق مما أدى إلى إنقطاع تزويد الدماغ

بالأكسجين اللازم كل هذه المدة !! وعند ذلك توقف القلب لبرهه من الزمن حتى يعاود النبض مرةً أخرى بعد عمل إنعاش قلبي

.له ولكن الدماغ لازال (خارج التغطية) لنقص الأكسجين

ولأن غرفة العناية الفائقة في هذا المستشفى (العريق) لم تكن على أهبة الإستعداد , كوضع إفتراضي لأي مركز طبي صغير

يوجد به غرفة عناية فائقة ولو كان في منطقة نائية  فضلاً عن مستشفى كبير وعريق يتبوأ موقع إستراتيجي في قلب ثاني

أكبر مدينة حيوية في المملكة يقطنها أكثر من نصف مليون نسمة , ولأن الكادر الطبي في غرفة العناية الفائقة غير مكتمل

 لتمتع البعض منهم بإجازة حج والبعض الآخر بإجازة إستجمام , فقد تم تحويل (طارق) سريعاً إلى مستشفى الملك

فيصل التخصصي بجده , ليُدخل مباشرةً إلى غرفة العناية الفائقة , وتعلن حالة الطوارئ لمحاولة إنقاذ حياته من قبل

الفريق الطبي المختص , الذي باشر مهامه سريعاُ في عمل الفحوصات السريرية والتحاليل اللازمة والتشخيص الدقيق ,

ليكتشف الفاجعه !! فقد تسبب نقص الأكسجين عن الدماغ في نشوء ورم في موقع خطير داخل الدماغ يصعب بل يستحيل

إحتواؤه أو إزالته حتى بالتدخل الجراحي ,والذي أدى إلى دخول (طارق) في غيبوبة كاملة لا يرجى برؤها . وهذا

ماتوصل إليه فريق طبي عالي المستوى بالمستشفى التخصصي

, وبعد إستيفاد إستشاري أمريكي متخصص في الغيبوبات من أمريكا خصيصاً لإستشارته في حالة (طارق) , ليُعلن بعد ذلك

حالة (الوفاة الدماغية) ولاحول ولا قوة إلا بالله 

وبعد إذاعة الخبر من أروقة غرفة العناية الفائقة إلى أهل (طارق) وزوجته (المكلومه) وأصدقاؤه ومحبيه , والذين كانوا

ينتظرون في الخارج وألسنتهم تلهج بالدعاء والأذكار , بقلوبٍ وجله , ودموع أعينهم تتسابق مع نبضات قلوبهم , جاء الخبر

كالصاعقة بل أشد ! مما خلق جواً مريعاً مابين إغماءات لبعضهم وبكاء ونحيب للبعض الآخر , أما (والدته) المسكينة

فوالله الذي لا إله إلا هو لوددت أني مت قبل أن أرى حالها عندما خارت قواها لتسقط على الأرض وهي تأنّ أنيناً لم أسمع

.به من قبل , والذي أوشكت أن أجزم بأنها تنازع في الرمق الأخير من خروج روحها ولا حول ولا قوة إلا بالله

وظل (طارق) تحت الأجهزة لما يقارب الثلاثة أسابيع ,لا ينبض فيه إلا قلبه بقدرة الله أولاً ثم بمساعدة الأجهزة الطبية , حتى

جاء وعد الله الذي إذا جاء لا يؤخر , عشية يوم الخميس الثلاثون من ذي الحجة بعد الأربعمائة والألف للهجره , ليصلى

عليه اليوم التالي الجمعة غرة محرم لعام الواحدِ والثلاثين بعد الأربعمائة والألف للهجرة في مسجد اللامي, ومن ثم يوارى جسده الطاهر تحت الثرى في مقابر الفيصلية في مدينة جدة فإنا لله وإنا إليه راجعون 

تغمد الله (طارق) بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم

أهله الصبر والسلوان وجمعه بهم في فردوس جناته , إنه ولي

ذلك والقادر عليه.

أتعلمون أيها السادة من هو (طارق) ؟

هو: الدكتور طارق بن سلمان الجهني , الأستاذ المشارك وإستشاري طب الأسنان المتقدم , ورئيس قسم الأسنان بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة, ومدير العيادات الخارجية المكلف في نفس المستشفى , والمنتدب قبل بضعة أشهر مشرفاً في العيادة الملكية بقصر خادم الحرمين الشريفين في جده

أتعلمون أيها السادة ماهي هذه المستشفى (العملاقة) المتسببة

في إزهاق روح الدكتور طارق البريئة ؟

إنها: مستشفى باقدو والدكتور عرفان

أتعلمون أيها السادة من هي أخصائية التخدير (القاتلة) ؟

كما ورد في تقرير اللجنه الأولية : اسمها "ميرفت فهمي"- مصرية الجنسية – غير مصرّح لها العمل داخل المملكة

.دخلت أراضي المملكة بتأشيرة " زيارة " – زوجة أحد الأطباء العاملين داخل مستشفى باقدو والدكتور عرفان  

 على رغم من علمنا بتشكيل " لجنة تقصي حقائق" – كالعاده طبعاً – في التحقيق بهذه "الجريمة" البشعه , إلا أننا نريد فقط أن

نوجه بعض التساؤلات لبعض الجهات , وليس من الضروري

أن تتسع صدور القائمين على هذه الجهات لتساؤلاتنا , لعلمنا المسبق بأن صداها سيعود إلينا , وحتى من غير (خفيّ حنين)!!! للأسف:

أولا: ياوزارة الصحة  

إلى متى سنقبع تحت رحمة قراصنة القطاع الصحي الخاص الذين يتاجرون بأرواح البشر من غير رقيب ولا حسيب ؟؟

إلى متى ستظل مديرياتكم في سباتٍ عميق , وبياتٍ على مدار الفصول الأربعة طوال السنه , متخليةً بذلك عن مسؤولياتها

التي هي من أولويات مهامها التي أوجدت من أجلها , في الرعاية والإهتمام بصحة البيئة والإنسان , وتوفير الحد الأدنى

من إحتياجات المواطن للغذاء والدواء ونقاء الهواء ؟؟ ولنا في (تدشين) بحيرة المسك خير مثال , والتي أنشئت (وتربّت في

عزّكم) , وعلى مرأى ومسمع منكم , وكأن الأمر لايعنيكم في شئ !! لتهدد آلاف البشر والممتلكات بفيضانها , فضلاً عما

سببته من تلوث للبيئة التي تحيط بالإنسان

إلى متى سيُحجم مفتشوكم الصحيون عن زيارة المرافق الصحية المنتشرة في أنحاء جدة ولاسيما الخاص منها ,

وخصوصاً في الإجازات الرسمية والأعياد , متجاهلين من يعبث بأرواح الناس ويتاجر بدمائهم في سبيل الربح المادي البحت

والذي يفتقر للحد الأدنى من الجودة والكفاءة ؟؟

إلى متى ستكتفي الوزارة بفرض الغرامات والعقوبات المالية في كل مره تدان فيها منشأه صحية خاصة بإرتكاب أخطاء أو

تجاوزات فادحه تودي بأرواح البشر أو تتسبب في عاهات مستديمه , نتيجةً حتميه لعدم الإلتزام بمعايير الجودة التي

تتغنى بها الوزارة بين الحين والآخر؟؟

وحتى لا (يتشدّق) أحداً من (المفوّهين) في مديرياتكم (الغرّاء) الذين أصبحوا ينافسون نجوم (الهوليوود) في ظهورهم

الإعلامي , ليعزف على أوتار القضاء والقدر , فنقول إننا مؤمنون بالقضاء والقدر والحمدلله , كإيماننا بأن القتل العمد

أيضاً قضاءً وقدراً , إلا أن الشارِع لم يستثنه من العقوبة بالقصاص أو الدية  

ثانياً: ياوزارة الثقافة والإعلام

إلى متى ستظل وسائلك المقروءه والمرئيه والمسموعه تطبّل وتزّمر (بإخلاص) وراء كل ماهو (تافه) من أخبار الفنانين

والفنانات وتسليط الأضواء عليهم , متناسين هموم المواطن الذي قد حمّلكم الله أمانته بإيصال معاناته عبر وسائلكم المتعدده

إلى الرأي العام بشفافية وحيادية من غير أن تأخذكم في الله لومة لائم ؟؟

إلى متى ستظل "الشفافية" ضرباً من ضروب الخيال والتي لطالما حلمنا بها بين طيات الصحف ؟؟ إلى متى سيظل التستر (إما لمحسوبيات شخصية أو مكاسب مادية) على المجرمين والقتلة والمفسدين في الأرض دون التصريح بأسمائهم علناً ,

للتحذير من التعامل معهم بل وللفت نظر الرأي العام لهم , ومن ثم تقديمهم للمحاسبة من قبل المسؤولين ذوي العلاقه , فطالما

..قرأنا عبارات: "مستشفى شهير خاص" أو "طبيب من جنسية عربية" أو "أخصائي آسوي" وهلم جرّا  

العقول الكبيرة تبحث عن الافكار..والعقول المتفتحة
تناقش الأحداث..والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس


 



No comments:

Post a Comment