Wednesday, March 31, 2010

«---•}I|[مجموعة الابـداع]|I{•---» إلى الذين عاشوا هدوء القرية وسكونها قبل أن يعيشوا صخب المدينة وضجيجها


بكيت ثم بكيت ثم بكيت ولم أستطيع إفراغ مابي قلبي من الأسى والحزن على الماضي الذي نحمله على أكتافنا .. و في قلوبنا يسكن ..و في عيوننا يخيم . . و في تفكيرنا يستجم





دخلت قريتي والهدوء يلف المكان من حولنا
والقرية تتشبث بالجبل الشامخ تتعلق بجسده الكبير..
بيوتنا القديمة تبدو للناظر ساكنة لاحراك بها وقد أخذ بعضها بنواصي بعض حتى ليُخيل للناظر إليها أنها قد زادت التصاقاً وامتزاجاً عن ذي قبل وكأنها تأنس إلى بعضها هربا من وحشة المدينة الحديثة
وإذا أنعمت النظر في بيوت القرية العتيقة رأيت من أمرها عجبا .
بعضها قائم على قدميه صامدا لم يتزعزع وبعضها تقوست جدرانها كما يتقوس ظهر العجوز الذي بلغ من الكبر عتيا..
ازقة القرية توحي للناظر إليها بشئ غريب .. وكأنها سراديب تؤدي إلى الموت , سبحان الله !!
كأنها لم تكن ذات يوم مأنوسةً مليئه بالغادين والرائحين .
وقفت أمام بيتنا القديم .. وسرّحت طرفي في جنباته .. ودنوت منه .. وقد خيل إلي أنه يتحدث إلي .
كنت أشعر أنه ينظر إلى المباني الحديثة من حوله نظرة سخرية واستهزاء , ولو كان له لسان لقال : انظر كيف يتنكّر الإنسان !!
وأحسست وكأنه يتحرك نحوي أو أن الأرض تزحف بي نحوه .
وشعرت كأن لساناً قد امتدّ له
فأخذ يحدثني عن إحساسه بما هو فيه .. وعن وحشته بعد الأنس .. وعن هوانه بعد العزّ وعن هجر الأحبة له بعد الوصال . لقد تمادى بي هذا الشعور حتى غدا في نفسي حقيقةً وماهو بحقيقة .. وواقعاً وما هو بواقع .












جلست إلى نفسي غرقت في ماضيها , انتابني شعور غريب عظيم لم أجد افضل من خاطرة شاعرنا عبدالرحمن العشماوي لكي تداويها
شاعرنا الذي وصف القرية وصفاً بليغاً عندما تحدث عن قرية "عراء" وعن بائعة الريحان
وهذه خاطرة عبدالرحمن العشماوي "بائعة الريحان" الذي عاش جزء من حياته في "قريتي" وعبدالرحمن العشماوي ولد في قرية "عـراء" في منطقة الباحة وعاش جزء من حياته في قريتي "النصباء" نظراً لوجود خالته مع أحد ابناء عمومتي


حكايتي حكايه
في قريتي .. بدأت رحلة الطفوله
في قريتي .. لعبت بالتراب والحصى
رعيت في طفولتي الغنم
وفي الصبا .. رعيت بيتي الصغير
وأي بيت ـ أيها الفتى ـ
ما عرفت جدرانه الدهان
وأرضه لم تعرف المفارش الوثيره
ما كان في منزلنا كنب .. ولم يكن في غرفتي سرير
وأين غرفتي ؟‍ .. كشوكة في حلق بيتنا الصغير
ولم تكن إذا أتى الشتاء تحرمنا من لذة المطر
لكن بيتنا بالرغم من مظهره الحقير
لم يعرف الشقاء
وربما لأنه لم يعرف الثراء
حكايتي حكايه

هذا جزء من الخاطرة وسيتم طرحها كامله بعد الردود









































أخيراً صورة للبيت الذي شهد الطفولة
في هذا البيت ولدت وترعرعت شاهد أحجاره المرصوصة بإتقان عجيب..
بابه الصغير نوافذه الصغيرة .. باحته .. درجته المرصوفة من الحجارة رصفاً .. كل ذلك كان بمثابة سجل حافل أقرأ فيه حياة قوم تركوا الدنيا , وكانهم لم يعيشوا فيها لحظةً واحدة
عهدي بهذا البيت المهجور مليئاً بالرجال الشجعان والنساء والأطفال ..
درجُه لم يكن يفرغ من صاعد أو هابط.. نوافذه لم تكن تخلو من مطلً يرصد الأزقة من خلال شقوقها
الساحة ( البهو ) لم تكن تخلو من الجالسين تدار بينهم القهوة والشاي , ويذهبون في الحديث مذاهب شتى .. بابه لم يكن يخلو من داخل أو خارج

عفواً - ايها القارئ الكريم - فقد رحلت بك بعداً بعيدا . وحملتُك إلى عالم ربما أنك لاتجد فيه ما وجدت أنا من المتعة واللذة .

إحترامي



--
سَأَظَلُ أُحِبُكَ وإِنْ طَالَ إِنْتِظَاريْ .. فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قَدَرِيْ .. فَقَدْ كُنْتَ إِخْتِيَارِيْ

--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة " الابــداع البريدية".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
al3shq9@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى
al3shq9+unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/al3shq9?hl=ar?hl=ar
 
لشكاوي والاقتراحات راسلنا على الايميل
alsea7@gmail.com
 
الرسائل المطروحة لا تعبر عن رأي المجموعة بل تعبر عن رأي صاحبها
 
تفضلو بزيارتنا على موقع المجموعة
منتديات السياح العرب
www.alsea7.com
 
حيث نلتقي جميعا لنرتقي
وتقبلوا تحياتي الراقية لكم أحبتي

No comments:

Post a Comment